” أكيد هو”
بالطبع بعد فشل أى علاقة أول من نبدأ فى إتهامه هو الرجل و إنه السبب الرئيسى فى فشل تلك العلاقة. و نبدأ فى محاكمته ببرود المشاعر و الإهمال و التباطئ و غيرها من الإتهامات المعروفة بل و أيضا قدرتهم فى الدخول فى علاقات أخرى دون حدوث أى خدش او جرح له و نقف جميعا فى صف المرأة التى أهانها الرجل و جرحها و جعلها تبكى ليلا و نهارا.
و لكن يجب أن يكون هناك وقفة و ان نعلم جيدا أن الرجل أكثر حساسية من المراة فى ما يخص المشاعر أو الدخول فى علاقة أو إرتباط. بالطبع ما أقوله منافى لجميع الشائعات عن الرجل و ربما يظن البعض أننى أقف فى صف الرجال و لكن ما أقوله بناء على أسباب منطقية و علمية.
ما الذى جعلنا نتهم الرجل ببرود المشاعر؟
ألم يطرح هذا السؤال فى ذهنكم من قبل؟ ، فالقوة البدنية لا تصاحبها برود المشاعر و لكن من اطلق هذه الشائعة فى أول الأمر. لست أوجه اصابع الإتهام إلى المرأة و لكن دعنا ننظر إلى طرق حزن كلا منهما بعد فشل أى علاقة حب.
الرجل: يلزم الصمت و كانه تحول إلى أحد الأصنام، يبتعد عن التحدث فى الأمر محاولا الهروب من الإفصاح عن ما بداخله. بل و ما يزيد الطين بله خروجه مع الشله و ربما التحدث مع إحدى الفتيات و بالطبع حريقة السجاير و هستريا الضحك و النكت التى تصيبه. فالرجل يحب أن يحزن بصمت و دون تدخل أحد.
المرأة: ” سماهم على وجههم” بالطبع ترى العين المنتفخة و المظهر الذى لا يسر عدو أو حبيب. الشكوى المستمرة للأصدقاء و ربما نشرها فى الجرائد و بالطبع الشعور بالكأبة و الإنغلاق و المكوث فى حجرتها كانها فى حداد. فالمرأة تحب ان يكون حزنها ذو مؤثرات سمعية و بصرية و هذا لا يعيبها، فمن حقها البكاء فى أى وقت و لعدة ساعات كما يحلو لها بل و التعبير عن الحزن و الإكتئاب و حب التكلم فى الأمر لتوعيتها من محبيها و أصدقائها المقربين فى محاولة للتخلص من حزنها.
لقد عقدت هذه المقارنه من أجل لفت إنتباهكم أن لكلا منهما طريقته فى الحزن و هذا لا يعنى قدرة الرجل على الصمود و تحمل الخيبات العاطفية.
الأسباب العلمية:
لقد عقد الدكتور سيمون إحدى الأطباء النفسيين فى ولاية كاليفورنيا مقارنه بين التأثير الناتج عن فشل أى علاقة بين الرجل و المرأة.
المرأة: تحاول دائما تخطى الأمر معلنه قدرتها على البدء من جديد و الحصول على من هو أفضل بل و محاولة الدفاع اللاوعى و هو أن تقوم بالكشف عن جميع عيوب الرجل حتى تقتنع بها و تشعر ” انا ممكن أخد سيد سيده”. أما من الناحية الجسمانية، قد يؤثر فشل العلاقة على أعصاب كلا من الطرفين و لكن المرأة تستخدم أقوى أسلحتها و تخطى الأمر ” بالبكاء” و التى تفرغ الشحنات السامة التي تحدثها التوترات العصبية والعاطفية والانفعالات المتعددة التي تمر بها.
الرجل: ربما تجد سلوكيات الرجل تنم عن نسيانه او إهماله و لكن عقله يصبح ” كالكمبيوتر المهنج”، يظل يضع علامات الإستفهام و محاولا معرفة المخطأ حتى و لو كان جالسا مع الأصدقاء. بل و كشفت التقارير النفسية أن الرجل أكثر خوفا من المرأة فى قطع العلاقة لأنه دائم الإحساس بانه لن يتعرف على من هى أفضل أو حتى قدرته فى الدخول فى علاقة اخرى و هذا بالطبع يؤيد فكرة خوف أو فوبيا الرجال من الزواج…الحقيقة خوفه يكمن فى كلمة “الفشل”. اما من الناحية الجسمانية، صمت الرجل يجعله أكثر عرضه للإضطرابات العصبية و لذلك معظم الشباب لديهم “القولون العصبى” و غيرها من الأمراض المزمنة. بل و يقول العالم الأمريكي آرثر فرونك
بما أن الدموع تخرج المواد السامة من الجسم فإن حبس الدموع يعني التسمم البطيء, وبما أن المرأة لها استعداد فطري للبكاء اكثر من الرجل فإنها تعيش عمرا أطول منه بعد أن تتخلص من نسبة السموم التي تخرج عن طريق البكاء.
أظن إنه من العدل عدم إتهام الرجل مسبقا و محاولة لتفهم مشاعر الرجل و الإضطرابات الجسمانية و النفسية التى تحدث له. و عليه أن يبدأ فى الإفصاح عن مكنونته لا بالبكاء بل بقول ” أنا ممكن أخد ست ستها”.